موضوع: منهج الداعي الحكيم الأربعاء أكتوبر 07, 2015 2:09 pm
المنهج الذي يبنى عليه الداعي الحكيم دعوته من بعد تحصيل العلوم الأساسية اللازمة له من علوم الشريعة، وعلوم القرآن الكريم ، وعلوم الحديث النبوي والسيرة النبوية ولغة العرب؛ يبنيها على أمور ومنها
أن يحدِّث بالأحاديث الصحيحة، ويروي القصص القرآنية والنبوية الثابتة ويحذر من ذكر الروايات الإسرائيلية في قصص الأنبياء والتي امتلأ بها الكثير من الكتب
وخاصة كتاب قصص الأنبياء المسمى "بالعرائس للثعالبي"، ولذا عليه أن ينتقي من قصص السلف الصالح ما يقبله العقل ويوافق النقل، ويركز في سرده للقصص على ذكر العظة والعبرة منها عملاً بقوله عزَّ وجلَّ: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ) (111يوسف).
أن يتبحر في علم الشريعة، ويلم بالفتاوى التي يحتاجها العصر، على أن يأخذها من العلماء أهل الخشية الذين بلغوا رتبة الاجتهاد في التشريع، وشهد لهم علماء العصر بذلك،
ومن أبرز الكتب التي يرجع إليها في عصرنا في المسائل الفقية العصرية كتاب "فتاوي فقهية عصرية" للشيخ جاد الحق وقد طبع مجمع البحوث الإسلامية منه خمسة مجلدات،
وكتاب "الفتاوى العصرية" للدكتور يوسف القرضاوي و"الفتاوى للشيخ الشعراوي"، و"الفتاوى" لفضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة،
ومما يعين على الإحاطة بذلك أيضاً الاطلاع على الأسئلة الفقهية والشرعية والردود عليها ومن أبرز الكتب في هذا المجال كتاب "أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام" للشيخ عطية صقر.
على أن يراعي في ذلك ألا يكون مسارعاً إلى الفتيا إذا سُئل، بل يكون متوقفاً ومتحرزاً ما وجد إلى الخلاص سبيلاً، فإن سئل عن ما يعلمه تحقيقاً بنص كتاب الله أو بنص حديث أو إجماع أو قياس جلي أفتى،
وإن سئل عن ما يشك فيه قال: لا أدري، وإن سئل عما يظنه باجتهاد وتخمين احتاط ودفع عن نفسه وأحال إلى غيره إن كان في غيره غنْية. هذا هو الحزم لأن تقلد خطر الاجتهاد عظيم. وفي الخبر: { العلم ثلاثة: كتاب ناطق، وسنَّة قائمة، ولا أدري } (1)
وقال الشعبي رَضِيَ الله عنه: { لا أدري نصف العلم }
(1) أخرجه أبو داود وابن ماجة من حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً.