إن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فحياكم الله جميعا أيها الأحبة الكرام، وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلا، وأسأل الله الكريم – جل وعلا – الذي جمعنا في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفي صلى الله عليه وسلم في جنته ودار مقامته، إنه ولي ذلك ومولاه..
ولا زلنا بحول الله وطوله نواصل دروس العقيدة لمعهد إعداد الدعاة ولا زال الحديث ممتداً عن أركان الإيمان بالله – جل وعلا – فنحن ما فارقنا دروس العقيدة.
ونحن الليلة على موعد مع الدرس السادس من دروس الإيمان بالله واليوم الآخر، وتكلمت في المحاضرة الماضية عن علامات الساعة الصغرى التي وقعت وانقضت وانتهت.
ونحن الليلة إن شاء الله – تعالى – على موعد مع العلامات الصغرى التي وقعت ولا زالت، ومن الجائز أن يتكرر وقوعها قبل أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذه العلامات التي سأشرع في الحديث عنها الليلة إن شاء الله تعالى، وقد يطول حديثنا في هذا القسم من العلامات الصغرى، إذ إنني سأتعرض في حديثي عن الفتن والملاحم، التي أخبر عنها الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى r والتي لا يعرفها كثير من أبناء الأمة الآن.
أول هذه العلامات التي وقعت ولا زالت وستكرر، أول هذه العلامات كما أخبر الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. ظهور الفتن هذه أول علامة من العلامات الصغرى التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوعها، فوقعت ولما تنقض بعد، ولا زلنا نرى من هذه الفتن في كل يوم أنواعاً وأشكالا، نسأل الله أن يحفظنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه على كل شيء قدير.
قال ابن منظور في ((لسان العرب)): الفتن جمع فتنة، الفتن جمع فتنة وهي الابتلاء والامتحان والاختبار، ثم كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار للمكروه، ثم انطلقت على كل مكروه، أو آيل إلى مكروه كالإثم والكفر والقتل والتحريق وغير ذلك من الأمور المكروهة هذا هو التأصيل اللغوي لمعنى كلمة الفتن.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أشراط الساعة ظهور الفتن العظيمة، التي يلتبس فيها الحق بالباطل فتزلزل هذه الفتن الإيمان في القلوب، حتى يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، كلما ظهرت فتنة من الفتن قال المؤمن: هذه مهلكتي، هذه الفتنة مهلكتي، ثم تنكشف فيظهر غير هذه الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف فتظهر فتنة جارية أخرى، وهكذا لا تزال الفتن تظهر إلى قيام الساعة كما أخبر الصادق صلى الله عليه وسلم.
ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بادروا بالأعمال» «بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم» أي: تقدموا بالأعمال الصالحة بين يدي الفتن التي ستكون كقطع الليل المظلم «بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً» «يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا» (1).
ها نحن الآن نرى مصداق كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فكم من أناس يبيعون دينهم، بعرض من الدنيا حقير، من أجل كرسي في مجلس الشعب، أو كرسي في مجلس شورى، أو كرسي في منصب من المناصب، أو وظيفة من الوظائف، ربما لا يتورع الرجل أن يكذب، وأن ينافق وأن يخادع، وأن يماليء، وأن ينافق بل وأن ينفق كل ما يملك، للوصول لهذه الغاية فإذا ما وصل إلى الغاية التي أراد تنكر لجل وعوده إن لم أقل: لكل وعوده التي وعد الناس بها.
فالناخب يكذب على ناخبيه، المرشح يكذب على ناخبيه، والحاكم يكذب على محكوميه، والعالم – إلا من رحم ربي – قد يزل فْي الكذب فيزور الفتاوى العرجاء، لذوي السلطان، وهكذا – «بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا».
ولذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة الدنيا كما في الصحيحين من حديث عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «والله ما الفقر أخشى عليكم والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم» ([1]).
وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه وابن ماجه كذا في السنن والحاكم في المستدرك، وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي والألباني من حديث أبي موسى الأشعري أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً القاعد فيها» – أي: في هذه الفتن – «خير من القائم، القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا بسيوفكم الحجارة فإن دُخِل على أحدكم فليكن كخير ابني آدم» ([2]) – أي: الذي قُتل.
وفي الحديث الذي رواه البخاري من حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليها قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعاً – في ليلة أم سلمة استيقظ النبي ليلة من لياليها فزعاً وهو يقول: «سبحان الله! سبحان الله! ماذا أنزل الله من الخزائن؟ وماذا أنزل الله من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجيرات؟ - أي من يوقظ زوجات النبي الطاهرات – من يوقظ صواحب الحجيرات؟ لكي يصلين فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» ([3]).
استيقظ الني صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «سبحان الله ماذا أنزل الله من الفتن» رأى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة الفتن الكثيرة التي وصفها كأنها كقطع الليل الأسود، المظلم لذا فهو يأمر أو يريد أن يوقظ نساءه – رضوان الله عليهن– ليصلين لله – جل وعلا – ثم قال: «رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة».
وذكر الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – أقوالاً كثيرة في تفسير هذه الكلمة الأخيرة «رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة » فقال «رب كاسية في الدنيا وهي عارية في الآخرة» أي تلبس لباساً ضيقاً أي تلبس ثياباً شفافة، تظهر هذه الثياب عورتها، إما بضيقها وإما بشفافيتها هذه يظهر الله – جل وعلا – عورتها في الآخرة، جزاءً وفاقاً لإظهارها لعورتها في الدنيا.
وأنتم تعلمون الحديث الصحيح الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة انه صلى الله عليه وسلم قال: «صنفان من أمتي من أهل النار» – أرجو أن تنتبه المسلمات إلى هذا الحديث – يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد» وهذه أيضا من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة ومن علامات الساعة كما سأبين إن شاء الله – تعالى.
«صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس» وأنتم ترون الآن السياط التي تصنع من أذيال البقر وأذناب البقر! ليلهب بها الظالمون والطغاة ظهور كثير من الناس من المظلومين والمؤمنين في السجون، هنا وهنالك «رجال معهم سياط كأذناب البقر، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها – أي وإن ريح الجنة – ليوجد من مسيرة كذا وكذا» ([4])
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «رب كاسية في الدنيا بالنعم وهي عارية عن شكر المنعم – تبارك وتعالى».
وهناك من يقول: رُب كاسية في الدنيا بالثياب لغناها، ولكنها عارية من الثياب يوم القيامة، لتجردها في الدنيا من العمل الصالح، الذي تكسي بفضله عند الله في الآخرة.
إذن يقول النبي – عليه الصلاة والسلام: «سبحان الله! سبحان الله! ماذا أنزل الله من الخزائن؟ وماذا أنزل الله من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجيرات؟ - أي من يوقظ زوجات النبي الطاهرات – من يوقظ صواحب الحجيرات؟ لكي يصلين» ثم قال «رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» نسأل الله أن يستر نساءنا في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك ومولاه.
وفي الحديث الذي رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما قال – تدبر هذا الحديث – نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، الصلاة جامعة – وإذا نادى المنادي بهذا النداء، يعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إن أمراً قد وقع وأن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يخبر بشيء قد تمن، أو بتشريع قد نزل فنادى المنادي: الصلاة جامعة، الصلاة جامعة.
يقول عبد الله بن عمرو: فاجتمعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال – بأبي هو وأمي: «إنه لم يكن نبي من قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم» تدبر كلام النبي صلى الله عليه وسلم «إنه لم يكن نبي من قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها» فخير القرون قرن النبي صلى الله عليه وسلم ثم الذي يليه ثم الذي يليه.
يقول – عليه الصلاة والسلام: «وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء الفتنة وتجيء الفتنة فيرقق بعضها بعضا» ([5]).
يا إلهي! تعبير نبوي في غاية البلاغة، والله كأن النبي صلى الله عليه وسلم يجسد فتن هذا الواقع المعصر – «فيرقق بعضها بعضا» ما معنى ذلك؟ معنى ذلك أنه قد تقع الفتنة العظيمة التى تخلع القلوب وتصيب المؤمن بالذهول، فسرعان ما تقع فتنة أخرى أعصف، فتنسي الفتنة الثانية الفتنة الأولى، فيرقق بعضها بعضا، فينظر المسلم إلى الفتنة الجديدة، إلى هولها وفظاعتها، وبشاعتها، فيرى أن الفتنة الأولى، التى سبقت ما هي إلا بسيطة، ورقيقة إلى جوار الفتنة الجديدة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تدبر كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء الفتنة وتجيء الفتنة فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه» أي: هذه مهلكتي هذه مهلكتي اسمع «فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليهم».
يقول الله – جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102].
أي في ظل هذه الفتن يجب عليك أن تجدد الإيمان أن تجدد الإيمان، فإن الإيمان يخلق فإن الإيمان يضعف كما في الحديث الذي رواه الطبراني في «معجمه الكبير» والحاكم في «المستدرك» من حديث عبد الله بن عمرو وحسنه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب – أي كما يبلى الثوب- فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم» ([6]).
فالأمر يحتاج في ظل هذه الفتن – كما سنبين إن شاء الله – تعالى – إلى أن يجدد الإنسان المسلم إيمانه بالله – جل وعلا – وباليوم الآخر وأن يتعوذ بالله من شر هذه الفتن ما ظهر منها وما بطن.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليهم» ([7]).
وفي الحديث الذي رواه مسلم من حديث حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من الفتن ثلاث لا يذرن شيئاً» وفي لفظ «لا يكدن يذرن شيئا ومنهن» يعني: النبي صلى الله عليه وسلم يبين أن الفتن منها ما هو كبير وضخم، ومنها ما هو صغير «ثلاث لا يكدن يذرن شيئا ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار» ([8]) يبقى الفتن متدرجة منها ما هو شديد، ومنها ما هو كرياح الصيف، ومنها ما هو صغير
ولذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفتن قد تشتد، وأن البلاء قد يزيد، لدرجة أن يتمنى العبد المؤمن، إذا مر على قبر رجل من الصالحين، يتمنى العبد المسلم، أن لو كان مكانه كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – كما في الحديث الذي رواه الإمام مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم- بل ورواه أيضا الإمام البخاري يقول النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم من حديث أبي هريرة: «لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل على قبر الرجل فيقول: ياليتني كنت مكانه؟» ([9]).
ألم نسمع هذه الكلمة مراراً وتكراراً من كثير من الناس، يتمنى كثير من الناس من شدة الفتن والبلاء – نسأل الله – عز وجل – أن يختم لنا ولكم بالصالحات.
مع أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد حذر أن يتمنى أو نهى أن يتمنى العبد الموت لضر وقع به ([10]).
والجمع بين الحديثين – إذ لا تعارض أبداً – أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن يتمنى العبد الموت من الله – عز وجل – من باب القنوط أو اليأس أو الإحباط من الحياة وإنما لا حرج أن يقول العبد «اللهم أحيني ما دامت الحياة خيراً لي، وتوفني ما كانت الوفاة خيراً لي» نسأل الله أن يختم لنا ولكم بالإيمان.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن يتمنى العبد الموت من الله عز وجل من باب القنوط أو اليأس أو الإحباط، من الحياة وإنما لا حرج أن يقول العبد: «اللهم أحيني ما دامت الحياة خيراً لي، وتوفني ما كانت الوفاة خيراً لي» ([11]) نسأل الله أن يختم لنا ولكم بالإيمان.
إذًا أيها الأحبة الكرام: هذه أحاديث ذكرتها تبين أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد بين أن ظهور الفتن من أشراط وعلامات الساعة ومن أكثر الفتن التي ظهرت في المسلمين، وتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم منها، بل وبين مصدرها كانت من المشرق، قف لتقف على عظمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أنه لا ينطق عن الهوى، قف مع هذه اللقطة المهمة.
أقول: معظم الفتن التي بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقوعها، بين أنها ستقع في المشرق أو ستخرج من المشرق فقال – عليه الصلاة والسلام – كما في الحديث الذي رواه مسلم من حديث ابن عمر ورواه البخاري أيضاً يقول النبي – عليه الصلاة والسلام – وهو يستقبل المشرق: «ألا إن الفتنة ها هنا ألا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان».
حديث رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر: «ألا إن الفتنة ها هنا» ويشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى جهة المشرق «ألا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان».
ويقول – عليه الصلاة والسلام – كما في رواية مسلم: «رأس الكفر من ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان» يعني: من المشرق.
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فقال: «اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا، اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا» قال رجل من القوم يا رسول الله، وفي عراقنا؟ تدبر، وفي عراقنا؟ فقال الني عليه الصلاة والسلام: «إن بها قرن الشيطان وتهيّج الفتن وإن الجفاء بالمشرق» ([13]).
«إن بها قرن الشيطان وتهيّج الفتن وإن الجفاء بالمشرق».
وهذا الحديث رواه الطبراني ورواة هذا الحديث ثقات ورواته ثقات قال عليه الصلاة والسلام: «إن بها قرن الشيطان وتهيّج الفتن وإن الجفاء بالمشرق».
قال ابن حجر: وأول الفتن كان منبعها من قبِل المشرق، تدبر! لتقف على صدق من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم يقول ابن حجر: وأول الفتن كان منبعها من المشرق، فكان ذلك سبباً لفرقة المسلمين وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع، نشأت من تلك الجهة.
فمن العراق ظهر الخوارج – تدبر! لتقف على بداية الفتن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم- من العراق ظهرت الخوارج، ظهر الشيعة والروافض، وظهرت الباطنية والقدرية، كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، هذه فتنة عاصفة والقدرية والمعتزلة، الفتنة العاصفة التي ابتلي فيها الأئمة، كانت في العراق، وأكثر مقالات الكفر كان منشؤها من المشرق من جهة الشرق يعني من جهة الفرس، من جهة الصين، من جهة روسيا هذا هو المشرق، وأكثر الفتن، وأكثر مقالات الكفر، التي بدأت وخرجت، خرجت من جهة المشرق، كما قال الصادق الذي لا ينطق عن الهوى .
فمن جهة الفرس المجوس، خرجت كل فرق الكفر والضلال كالزرداشتية، والقاديانية، والبهائية، والهندوسية، والبوذية، كل هذه الفرق من فرق الكفر والضلال خرجت من جهة المشرق كما قال النبي – عليه الصلاة والسلام.
وأيضا ظهر التتار في القرن السابع الهجري، كان ظهور التتار من قبل المشرق وقد حدث على أيديهم من الدمار والقتل ما تعلمونه، حتى وصلت برك الدماء في بلاد المشرق المسلم العربي في بلاد العراق، في بغداد على وجه التحديد، وصلت برك الدماء وأكوام الأشلاء إلى منتصف ساق الخيول، من كثرة القتل والدم، ومنعت صلاة الجماعة في بلاد العراق أربعين يوماً، لا يستطيع أحد أن يخرج من بيته، ليصلي الجماعة في المسجد.
فتن وإلى يومنا هذا لا يزال المشرق منبع كل فتنة، لنعلم أن النبي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالشيوعية الملحد في المشرق والصين، الشيوعية التي تهدد الأرض في المشرق والفاتيكان وكل فرق الضلال وكل فرق الكفر ى زالت إلى يومنا هذا من قبل المشرق وتخرج ابتداء من المشرق كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأحاديث الفتن أيها الأحبة كثيرة كثيرة جدا، كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذر الأمة من هذه الفتن وأخبر أن هذه الأمة ستصاب بهذه الفتن وهذا البلاء العظيم، وليس هناك عاصم يا إخوة من كل هذه الفتن، كما سأفرد لهذا محاضرة مستقلة بإذن الله – تعالى – وأنا أتكلم في آخر محاضرة عن الفتن، لأن الحديث طويل جدا – سأفرد محاضرة للنجاة من هذه الفتن، أسأل الله – عز وجل – أن يعصمنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وبالجملة أقول: لا عاصم أبدا من هذه الفتن إلا الإيمان بالله – جل وعلا – إلا الإيمان بالله – جل وعلا – وباليوم الآخر ولزوم جماعة المسلمين من أهل السنة، ولو كانوا قلة والابتعاد عن الفتن والتعوذ منها، كما قال النبي – عليه الصلاة والسلام: «تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن تعوذا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن».
والحديث رواه مسلم من حديث زيد بن ثابت – رضي الله عنه – قال عليه الصلاة والسلام: «تعوذا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن» (1).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ في صلاته من فتنة المحيا وفتنة الممات ومن فتنة المسيح الدجال(2) وهي أعصف وأخطر فتنة سيتعرض لها من يعيش في الأرض في هذه اللحظات التي يخرج فيها الدجال والعياذ بالله يقول النبي عليه الصلاة والسلام – كما في رواية الطبراني عن عصمة بن قيس وهو صاحب للنبي عليه الصلاة والسلام: أنه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب، ومن فتنة المشرق، وكان يتعوذ من فتنة المشرق، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم يوما كيف فتنة المغرب يا رسول الله؟
اسمع لتجمع بين الفتنتين (أحسن حد يُخْرج أمريكا من الفتنة وهي أم الفتنة الآن) يقول: النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ من فتنة المشرق فقيل له: فكيف فتنة المغرب يا رسول الله؟ قال: «تلك أعظم وأعظم» وفي لفظ «تلك أعظم وأطم تلك أعظم وأطم» (3).
وأظنكم ترون الآن صدق كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، وربما تتضح الصورة أكثر، وأنا أتحدث عن الملاحم إن شاء الله – تعالى.
وعن زيد بن عبد الرحمن بن أبي سلامة عن أبي الرباب، وصاحب له أنهما سمعا أبا ذر – رضي الله عنه – يدعو الله – عز وجل – ويتعوذ في صلاة صلاها فأطال قيامها وأطال ركوعها، وأطال سجودها فلما أنهى أبو ذر الصلاة قال: فسألناه مم تعوذت؟ وفيم دعوت؟ فقال: تعوذت بالله من يوم البلاء ويوم العورة أن يدركني، قلنا: وما ذاك؟ ما يوم البلاء وما يوم العورة؟ فقال أبو ذر – رضي الله عنه: أما يوم البلاء فتلتقي فئتان مسلمتان، أو فئتان من المسلمين – فيقتل بعضهم بعضا (وقع ولا لأ ؟) فتنة علي ومعاوية رضي الله عنهما، وعن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغفر الله لنا ولهم وجمعنا معهم في جنة النعيم، وتجاوز عنا وعنهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
سأل رجل خبيث عالماً من العلماء يوماً عن الفتنة بين علي ومعاوية – رضي الله عنهما – وقد فصلت ذلك في شريطي: عثمان وعلي رضي الله عنهما، وبينت أنه لا يجوز لمسلم، أو أي أحد أن يتكلم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا بشروط، وهذا من أعظم ما أؤصله لكم الآن أيها الأحبة الكرام هذا من أغلى ما أذكره في محاضرة الليلة.
أقول: إن الحديث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتطلب: صفاء في العقيدة وإخلاصا في النية وأمانة في النقل ودقة في الفهم، ونظرة فاحصة ومدققة لأراجيف المغرضين والكذابين والوضاعين.
قف على هذه الأصول، فهي من أنفس ما أعلمه الليلة، لإخواننا وأحبائنا الطلاب.
إن الحديث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتطلب: صفاء في العقيدة وإخلاصا في النية وأمانة في النقل ودقة في الفهم، ونظرة فاحصة ومدققة لأراجيف المغرضين والكذابين والوضاعين.
فسأل خبيث عالماً من العلماء عن الفتنة بين علي ومعاوية فقال له: يا أخي إن أخطأ معاوية، فإن عليا كريم، وإن رب علي ومعاوية لغفور رحيم إن أخطأ معاوية، فإن عليا كريم، وإن رب علي ومعاوية لغفور .
ولله در الذهبي إذ يقول: تلك فتنة، نعم فتنة بكل المقاييس – فتنة سلمت منها أيدينا فلتسلم منها ألستنا وعند الله تجتمع الخصوم نسأل الله – عز وجل – أن يغفر لنا ولهم وأن يجمعنا بهم في جنة النعيم.
فأبو ذر يقول: يوم البلاء فئتان من المسلمين ، يقتل بعضهم بعضا، وأما يوم العورة فإن نساء من المسلمات يسبين فيكشف عن سوقهن، فأيتهن كانت أعظم ساقا اشتريت على عظم ساقها فدعوت الله ألا يدركني هذا الزمان(1).
ولعلكما تدركانه ، هكذا يقول أبو ذر لصاحبيه – رضوان الله عليهم جميعا.
وأقول: لقد وقع ما خشيه أبو ذر من يوم العورة ، فلقد كشفت الآن عورات المسلمات، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وأنتم ترون المسلمات قد انطلقن في الشوارع هائمات، وقد كشفت المرأة التي تنتمي إلى الإسلام عن صدرها، وعن شعرها، وعن ساقيها، وعن ذراعيها كشفت عن فتنتها، وعن عورتها، كشفت عن ساقيها كما قال أبو ذر رضوان الله عليه – بل زكما قال أبو ذر: فأيتهن كانت أعظم، كانت أعظم ساقا اشتريت على عظم ساقها وقع ورب الكعبة ما قاله أبو ذر كيف وأين؟!.
ألم تقرؤوا أيها الأحبة وتسمعوا عن حفلات اختيار ملكات جمال العالم ؟ ألم تختر ملكة جمال العالم بمثل هذه المواصفات التي ذكر؟ ينظر إلى كل تفاصيل جسدها، ثم تقدم من تنال النصيب الأوفر من هذه المواصفات، وكذلك في حفلات عروض الأزياء.
ولم أبعد النجعة، بل إننا نرى ذلك في شوارعنا وطرقاتنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، نسأل الله أن يرد المسلمات إلى الحق ردا جميلا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فهذه – ورب الكعبة – أيام العورة على حقيقتها كما قال أبو ذر – رضي الله عنه وأرضاه – فإننا نرى عورات المسلمات بل نرى عورات المسلمات المغلظة، نرى العورات المغلظة على الشواطىء العارية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم لا يدركني زمان أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العليم ولا يستحيون من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب».
وصف عجيب، والحديث رواه الحاكم في «المستدرك» وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، يقول النبي – عليه الصلاة والسلام: «اللهم لا يدركني زمان أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العليم ولا يستحيون من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب» ([14])
وإن جل الأمة الآن لا يتبعون العلماء، بل يتبعون السفهاء، بل يتبعون الروبيضات، يتبعون الروبيضات الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديثه الصحيح الذي رواه أحمد في مسنده، والحاكم في «مستدركه» من حديث أبي هريرة، قال – عليه الصلاة والسلام: «سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الروبيضة» قيل: من الروبيضة يا رسول الله؟ قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» ([15]).
هذا هو الذي يتكلم الآن، الروبيضة، فالأمة لا تتبع الآن العلماء بل تتبع السفهاء، بل تكُرم السفهاء، ما لو أقاموا لله شرعاً لأقاموا عليهم الحد، والله تكرم الأمة الآن من يجب أن يقام عليهم الحد، هذا واقع أليم، لا تتبع الأمة العلماء، ولا تستحي من أهل العلم أبداً قلوبهم قلوب الأعاجم، قلوب الغرب ألسنتهم ألسنة الغرب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ويزداد الأمر خطراً يا شباب، إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن الفتن تُعرض على القلوب، وهذا مكمن الخطر، أن الفتن تعرض على القلوب، كما في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود مربادا كالكوز مجخياً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه وقلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض» ([16]) .
اللهم اجعلنا من أصحاب هذه القلوب البيضاء التقية النقية التي لا تضرها الفتن ما دامت السماوات والأرض برحمتك يا أرحم الراحمين.
يقول ابن مسعود – رضي الله عنه وأرضاه: أخاف عليكم فتناً كأنها الليل – تدبر – أخاف عليكم فتنا كأنها الليل يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه – يا الله !! أخاف عليكم فتنا كأنها الليل يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه، إيه ورب الكعبة / كم من قلوب ماتت الآن في الصدور، كما تموت الأبدان وأصحابها لا يشعرون، يموت القلب تحجب الفتن القلوب عن أنوار الإيمان عن علام الغيوب {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ{14} كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [المطففين:14].
يقول: أخاف عليكم فتنا كأنها الليل من سوادها وظلامها، يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه والعياذ بالله تنكت الفتنة في القلب، إن تشرب القلب الفتنة تنكت في القلب نكتة سوداء، فإن لم يتب العبد إلى الله ويرجع يتشرب قلبه فتنة أخرى تزيد بقعة السواد في قلبه، فإن لم يرجع إلى الله – جل وعلا – بالتوبة والأوبة تعرض على قلبه فتنة ثالثة، فيشربها القلب فتزيد بقعة السواد وهكذا، حتى يحجب سواد الفتن نور الإيمان في القلوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرت مرارا وهو حديث صحيح رواه أبو نعيم والديلمي وصححه الألباني من حديث علي رضي الله عنه – أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلمقال: «ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر فبينما القمر مضيء فعلته سحابة فأظلم، فإذا تجلت عنه أضاء القمر في كبد السماء ينير، فإذا تحركت سحابة كثيفة وحالت بين القمر وبين الأرض حجبت السحابة نور القمر عن الأرض » (1).
كذلك القلب يا إخوة إذا تكون الران في القلب وإذا تكاثفتت سحب المعصية والذنوب على القلب، حجبت هذه السحب الكثيفة المظلمة نور الإيمان في القلوب، فإن تاب العبد إلى علام الغيوب وعاد إلى الله – جل وعلا – ورجع انقشعت تلك السحب أنقشعت سحب المعصية بماذا؟ بالتوبة فيجع القلب يرجع الإيمان في القلب إلى حالته من النور والتلألؤ والإشراق.
أيها الأحبة الكرام: سأكتفي بهذا القدر لأعاود الحديث إن شاء الله تعالى في اللقاء المقبل عن الفتن مع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأرضاه وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وجزاكم الله خيرا.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن ( 186،118) ، والترمذي في كتاب الفتن ، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم (2495) ، وقال : هذا حديث حسن صحيح )) ، وأحمد في المسند (2/523،304) ، وابن حبان في صحيحه في كتاب الفتن باب فيما يكون من الفتن (1868) .
(1) أخرجه البخاري في كتاب المغازي ، باب 12 رقم (4015) ، ومسلم في كتاب الزهد والرقائق ، باب أوله (2961/6) .
(2) [صحيح] : أخرجه أبو داود في كتاب الفتن والملاحم ، باب في النهي عن السعي في الفتنة (4259) ، والترمذي في كتاب الفتن ، باب ما جاء في اتخاذ سيف من خشب في الفتنة (2204) ، وابن ماجه في كتاب ، باب التثبيت في الفتنة (3961) ، وأحمد في المسند (4/408) ، والحاكم في المستدرك (3/525) .
(1) أخرجه البخاري في كتاب الفتن ، باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه (7069) ، والترمذي في كتاب الفتن ، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم (2196) .
(1) أخرجه مسلم في كتاب اللباس والزينة ، باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات (2128/125) ، وأحمد في المسند (2/440،356) .
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة ، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول (1844/47،46) ، وأبو داود في كتاب الفتن والملاحم ، باب ذكر الفتن ودلائلها (4248) مختصراً ، والنسائي في كتاب البيعة ، باب ذكر ما على من بايع الإمام وأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه (4202) ، وابن ماجه في كتاب الفتن ، باب ما يكون من الفتن (3956) ،ـ وأحمد في المسند (2/161) .
(1) {صحيح} : أخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب الإيمان (1/4) ، وقال : (( حديث لم يخرج في الصحيحين ، ورواته مصريون ثقات ووافقه الذهبي ، والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (1/52) ، وقال الهيثمي : (( وإسناده حسن )) .
(2) انظر التخريج السابق .
(3) أخرجه مسلم في كتاب الفتن ، باب إخبار النبي r فيما يكون إلى قيام الساعة (2891/22) .
(4) أخرجه البخاري في كتاب الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور (7115) ، ومسلم في كتاب الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل ، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (157/54،53) ، وأحمد في المسند (2/530) .
(1) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات ، باب الدعاء بالموت والحياة (6351) ، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، باب تمني كراهة الموت لضر نزل به (2680/10) ، وأبو داود في كتاب الجنائز باب كراهية تمني الموت (3108) ، والترمذي في كتاب الجنائز ، باب ما جاء في النهي عن التمني للموت (971) ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب تمني الموت (1820) ، وابن ماجه في كتاب الزهد باب ذكر الموت والاستعداد له (4265) ، وأحمد في المسند (3/103) من حديث أنس بن مالك .
(2) انظر التخريج السابق .
(1) أخرجه البخاري في كتاب الفتن ، باب قول النبي r : (( الفتنة من قبل المشرق )) (7093) ، ومسلم في كتاب الفتن ، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان (2905/45-50) ، وأحمد في المسند (2/111،92) .
(2) [صحيح] : أخرجه الطبراني في الكبير (12/85) ، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (2/227) ، وقال : (( رواه الطبراني في الكبير رواته ثقات )) .
(1) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (2867/67) .
(2) أخرجه البخاري في كتاب الأذان ، باب الدعاء قبل السلام (832) ، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب ما يستعاذ منه في الصلاة (589/129) ، وأبو داود في كتاب الصلاة ، باب الدعاء في الصلاة (880) ، والنسائي في كتاب السهو ، باب التعوذ في الصلاة باب 64(1308) ، وأحمد في المسند (6/201،89) كلهم من حديث عائشة – رضي الله عنها .
(3) – [صحيح] : أخرجه الطبراني في الكبير (17/187) من حديث عصمة بن قيس السلمي ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/220) ، وقال : (( رواه الطبراني ، ورجاله ثقات )) .
(1) أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/161)
(1) أخرجه أحمد في المسند (5/340)، وذكره المنذري فب الترغيب والترهيب (1/65)، وقال: (( رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة ))، والديلمي في الفردوس (2009) ، وانظر : مجمع الزوائد (1/183) من حديث سهل بن سعد الساعدي، وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب الفتن والملاحم (4/555)، وقال: (( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ))، والبيهقي في شعب الإيمان (7740) من حديث أبي هريرة.
(2) [حسن] أخرجه ابن ماجه في كتاب الفتن ، باب شدة الزمان (4036)، وفي الزوائد: (( في إسناده إسحاق بن أبي الفرات، وقال الذهبي في الكاشف : مجهول : وقيل: منكر . وذكره ابن حبان في الثقات ))، وأحمد في المسند (2/338،291) ، والحاكم في المستدرك في كتاب الفتن والملاحم (4/512)، وقال: (( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي )).
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً ، وإنه يأرز بين المسجدين (144/231)، وأحمد في المسند (5/405،386).
(1) [ صحيح]: أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (2/196)، والديلمي في الفردوس (4/6173).
الشيخ محمد حسان